المبادئ الأساسية

المدرسة ثنائية اللغة “الجليل” هي مدرسة حكومية عربية-يهودية، تسعى إلى تقديم التربية لكل من يدخل أبوابها: الطلاب، المربّين، المعلمين والمجتمع، وإلى تحسين صورة الواقع. تتيح المدرسة لقاءً حقيقيًا بين الثقافات، شراكة متساوية وحوارًا إنسانيًا، من أجل بناء مجتمع عادل، متساوٍ ومتسامح. تنعكس كل هذه الأمور في أرض الواقع في البرامج التربوية المبتكرة، البنية التنظيمية، جودة المربّين والمربيات في الطاقم، أطر الدعم الاجتماعي والعاطفي والدور الفعّال الذي يلعبه المجتمع المحلي.

الاختلاف كمورد

المدرسة هي بمثابة صورة مصغرة للتنوع الكبير في بلادنا. يتعلم في المدرسة طلاب/طالبات مسلمون، مسيحيون، دروز، يهود متدينون وعلمانيون، جنبًا إلى جنب، باحترام وتسامح. اللقاء مع الآخر على مستوى الطلاب، الطاقم ومجتمع الأهالي، يُعتبَر مساحة تتيح المجال لخوض تجربة المجتمع المشترك، المجتمع المحتضن للتنوع، ويجعله موردًا بشريًا مهمًا جدًا، في واقعنا المعقد وفي الواقع الذي نعيشه اليوم على مستوى العالم.

من خلال اللقاء اليومي، يطور الطلاب قدرات مميزة: يمارسون الحياة اليومية في واقع يفسح لهما لمجال للنظر إلى الأمور من وجهات نظر مختلفة، فهم الحالات المعقدة، تفهّمها وتطوير طرق للتعامل معها. تنعكس قيمة التربية متعددة الثقافات في حضور اللغتين، العربية والعبرية، اللتين تمثلان ثقافات مختلفة، في الشراكة الفعالة لطاقم المدرسة، وفي البرنامج التعليمي التفاعلي، المتنوع والغني.

البيداغوجيا القائمة على الروابط

تتّبع المدرسة أسوب تعلّم مبتكرًا، يعتمد على الفضول والبحث (التعلم القائم على المشاريع، التعلم القائم على المكان والتعلم القائم على حل المشاكل)، حيث يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية، المحلية والعالمية. يهذه الطريقة، يتعلم الطلاب التعرّف على المشاكل، العمل معًا لتحقيق هدف مشترك وجوهري داخل نطاق المدرسة وخارجه، الانخراط والتأثير على الواقع قدر الإمكان.

خلال التعلم، يتعامل الطلاب مع جوانب مختلفة مثل إيجاد الموارد، التفاوض والشراكات على مستويات مختلفة، بهدف تقديم حلول للقضايا التي تشغلهم. كل قضية تكون مصحوبة بتحديد المشكلة، البحث، بلورة الناتج النهائي بمرافقة مختصين، وعرض سيرورة التعلم أمام المختصين والمجتمع، بهدف المشاركة وتلقي تقييم بناء. هذه الأمور تساعد الطلاب على العمل معًا لتحقيق هدف محدد بدافع الفضول، الاهتمام، والمسؤولية الجماعية والاجتماعية.

الحيّز الإنساني

بهدف بناء قيادة جليلية-مستقبلية، ومن منطلق الإيمان بأن مهارات القيادة تترسخّ في مرحلة الطفولة، يتعلم الطلاب بطريقة بأسلوب يساهم في تطوير التفكير النقدي، المتعاطف والمسؤول.

التعلم الفعال في المدرسة يحثّ الطلاب على اتخاذ المواقف، المشاركة، العمل والتأثير في مجالات مختلفة مثل اللجان المدرسية، الدورات الاختيارية المتنوعة، برنامج “مرحبًا”، برنامج الأخ/الأخت الأكبر، وتوفير حلول تفاضلية لأساليب ووتيرة التعلم المختلفة والمواضيع متعددة التخصصات، من منظور شمولي للتعلم والتطور.

يتمتع الطلاب في المدرسة بمساحة لتطوير قدراتهم، مهاراتهم ومواقفهم بشكل حقيقي. بالإضافة إلى ذلك، المنهاج الدراسي والتقويم السنوي للمدرسة يشملان مواضيع حيوية، التي تتناول حقوق الإنسان والمواطن بشكل مدمج، وبهدف زرع المعرفة والوعي لدى طلابنا وطالباتنا.

التربية القائمة على الحوار


الحوار هو الخط الموجِّه والرابط في البرنامج التعليمي وفي ثقافة المدرسة. وهو بمثابة أداة تربوية شاملة ومعززة، التي تحقق قيمًا إنسانية مثل الاعتراف بالآخر والاحترام المتبادل.

ينعكس الحوار في المدرسة من خلال سيرورات اتخاذ القرارات، الحوار مع الشركاء المختلفين – الطلاب، الطاقم والمجتمع، العلاقة مع المربين والمرشدين وفي كيفية تقييم سيرورات التعلم وتطور الطلاب والطاقم.

الحوار الممنهج يؤدي إلى إعادة صياغة المفاهيم والعلاقات، تطوير مهارات الدفاع عن الذات، ووصف وتفسير الواقع الاجتماعي من منظور أوسع، وتحمل المسؤولية الشخصية والجماعية. كل ذلك يساهم في التطور العاطفي والاجتماعي، ويسعى لتأسيس مجتمع مشترك ومتسامح.

Accessibility Toolbar